الجمعة، 21 أغسطس 2009

لا أريد أن أعرف...


تقتحم بعض الأمور حياتك
وتهبط بعض المستجدات على أرضك
ولا تلبث أن ترى في الأفق أطباق طائرة لم تعهدها سابقا تسرح في فضائك
ولكن مهلا
ليست كل الأمور محط بحث و دراسة
ففي بعض الأحيان الخاصة جدا ..والنادرة جدا...والفريدة جدا ..والحميمة جدا
قد ترتاح لشخص ما أو قد تنسجم في عمل ما أو قد تختار شيئا ما وأنت لا تعرف عنه شيئا مطلقا
كل ما في الأمر أنك
أحببته منذ النظرة الاولى
وارتاحت له نفسك منذ الكلمة الأولى
وألفته منذ المعنى الأول
وصادقته منذ الوهلة الأولى
ففاضت روحك نحوه باجتياح
ونبض قلبك له بانسجام
وأخبرك كشف الهيئة الخاص بك أنه ما تبحث عنه منذ زمن
وأنه ما تحتاجه بمنتهى القوة
وأنه الذي تنتظره بشوق وبلهفة
وأن مصيرك سوف يرتبط بمصيره أخيرا
فيزول ترددك وتتعطل حاسبتك ويغادرك الحذر ويسافر الخوف بعيدا بعيدا عنك
وتجد نفسك صاحب أسرع قرار تاريخي ومصيري حاسم
لا بد أن ترفض عرض الأمر على عقلك
لا بد ساعتها أن ترفض معرفة ماهية ذلك الأمر
اقبله على علاته هكذا كما رأيته شفافا صادقا
والغريب أن أقدر الناس على اتخاذ مثل هكذا قرار خطير
هم أصحاب العقول العاملة على الدوام
فتصيبك الدهشة ويعتريك الفضول ويسكنك التفكر
هكذا وبدون كثرة كلام وبدون جلبة تفكير
نعم هكذا ...وبمنتهى الإيمان وبمنتهى الاستسلام والسلام
هكذا هي الأمور تجري في ذات نُدرة
قد تجد حلم عمرك واقعا بين يديك
فلا أجمل من قبول هذه النعمة على أنها منحة عمرية شاملة لا تأتي في العمر كثيرا
بل قد لا تأتي أبدا
وليغيب السبب ولتتلاشى العلة وليتبخر المرد المقنع
ولتهمس لنفسك ساخرا ( لا أريد أن أعرف )
هكذا بروح طيبة وانسجام كامل وليقف الفكر صامتا احتراما لرغبة الروح العطشة
فلنفسح المجال لتلك النعمة الزائلة علها تمنحنا شيئا مما لم تقدر المعرفة على منحه

************
من اللاوعي :


قد ينجو محارب في أرض معركة لأنه كان معصود العيينين ساعتها , وقد تحصل على حلم حياتك وأنت في حداد مع عقلك !!

هناك تعليقان (2):

معماري يقول...

نعم يا يهدين
لا اريد ان اعرف
وليكن ما يكون
فاحيانا كثيرة
تكون لحظات صغيرة هي وقود العمر كله
فمال المعرفة والعقل بها
يكفيه بقية العمر

تىتى شيرى يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أولا:التهانى كل التهانى على االطلقة الاولى من "مدونة يهدين". الحقيقة طلقة قوية ومدوية فى سماء الكتابات الانسانية وفى انتظار باقى الطلقات

لا أريد ان اعرف.


نعم يهدين ليست كل الامور محط الدراسه والبحث ففى بعض الاحيان الكثيرة جدا والمتكرره لا تشعر بالارتياح مع شخص
بالرغم من معرفتك كل شىء عنه
وتشعر انك كلما ازددت معرفة به كلما زدت نفورا منه ورفضته اكثر من قبل
وليس ذلك لعيبا وجدته فيه او لبعض الطباع التى لم تقبلها منه
كل مافى الامر انك لم تحبه لا من النظره الاولى ولا الثانية ولا حتى من النظرات القادمة
والكل يخبرك بانها فرصه العمر وانت لا تريد ان تعرف
ولو ان عقلك درسه وقيمه لأثنى عليه وصدق أقوال الاخرين
لكن انا لا اريد ان اعرف ولا اريد عقلى ايضا ان يعرف

كلنا يهدين نقع تحت طائله عدم الرغبه فى المعرفه سواء بالسلب والايجاب
كلنا يتوه بين دراسات وتحاليل العقل وبين احساسات القلب ولا تجد المخرج من حيرتك الا ان تكون ممن لا يعرفون .


تحياتى يهدين وبالتوفيق ان شاء الله

تحياتى :تىتى شيرى